ناك فريق من الناس يبحثون عن كل صعب ومعسر ليقدموه للناس على أنه الإسلام دون مراعاة ليسر الإسلام ورفعه للحرج عن الناس .
وهذا خلاف لما كان عليه أفضل الصلاة والسلام حيث قالت عنه عائشة رضي الله عنها " ما خير بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً ؛ فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه" ولما للتيسير في حدود الشرع من أثر في تأليف القلوب وزيادة ربطها بهذا الدين نادى الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعاة قائلا : " يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا ".
قال النووي : لو اقتصر على يسروا لصدق على من يسر مرة وعسر كثيراً فقال :"ولا تعسروا " لنفي التعسير في جميع الأحوال ، وكذلك في قوله :" ولا تنفروا " والمراد تأليف من قرب إسلامه وترك التشديد عليه في الابتداء وكذلك الزجر عن المعاصي ينبغي أن يكون بتلطيف ليقبل وكذلك تعليم العلم ينبغي أن يكون بالتدريج لأن الشي إذا كان في ابتدائه سهلا حبب إلى من يدخل فيه وتلقاه بانبساط وكانت عاقبته غالباً الازدياد بخلاف ضده.